اللبان العماني يتصدر قائمة أجود الأصناف العالمية.. واستخداماته متعددة

يعد اللبان العماني أجود أنواع اللبان في العالم تنمو أشجاره في محافظة ظفار، حيث تبدأ عملية تجميع الثمار في بداية شهر إبريل من كل عام من خلال شق جذع الشجرة ليخرج سائل لزج عادة ما يكون لونه حليبيا، وتتوالى عملية جمع اللبان من خلال ضرب شجرة اللبان بمهارة عالية يقوم بها مواطنون ذوو خبرة على حسب نوع الشجرة وذلك على مدى ثلاثة أشهر، ليكون حصاد الشجرة الواحدة قرابة عشرة كيلوجرامات.
وكما هو معروف بأن استخدامات اللبان عادة ما تكون كعطور تبخر بها الملابس وغرف المنازل وغيرها، إلا أن الفائدة الحقيقية لا تقتصر على استخراج اللبان كنوع من العطور بل تعداها إلى أكثر من ذلك من خلال التداوي به للعلاج من بعض الأمراض، وفي كثير من الدول يتم استخدامه في صناعة الأدوية والعطور والزيوت والمساحيق.
ولأهمية اللبان في عدة استخدامات متنوعة تناولته الدراسات والبحوث المتخصصة بشكل مستفيض، ومن ذلك الدراسة البحثية التي قام بها كرسيّ النباتات الطبية العُمانية ونواتج الأحياء البحرية بجامعة نزوى، حيث تمكن الباحثون من مضاعفة وفصل وتنقية مادّةٍ في اللّبان العُماني جرّبت من قبل مجموعاتٍ بحثيّةٍ في العالم باستفاضة على عدد من الخلايا السرطانية، وأثبتت كفاءة عالية في القضاء على الخلايا المسرطنة، وبتمويل من مجلس البحث العلمي بالسّلطنة. كما انقسم البحث إلى جانبين؛ الجانب الكيميائيّ الَّذي يشمل استخلاص المركَّبات الكيميائيَّة عن طريق عدَّة خطوات في عمليَّات الفصل الكروماتوجرافي، ومن ثمَّ التَّعرُّف على تراكيبها الكيميائيَّة الدَّقيقة باستخدام عدَّة أجهزة، والتَّي تشمل الرَّنين النُّووي المغناطيسي، والأشعَّة تحت الحمراء، وجهاز مطياف الكتلة، وجهاز البولاريمتر، وفي بعض الأحيان جهاز أشعَّة إكس، كما أمكن استخدام الملف الكيميائيّ للزَّيت كسجل للتَّصنيف الكيميائيّ لتمييز شجرة اللُّبان العُمانيّ عن غيرها من اشجار اللُّبان الأخرى.
هذا وتنمو شجرة اللبان في محافظة ظفار لتمتعها بظروف مناخية رطبة وتربة كلسية تساعد على وجود انتشار أشجار اللبان على طول حزام يمتد بالتوازي مع الساحل، وخاصة شمال جبال سمحان، كما تقل الجودة في المنتوج كلما اتجهنا غربا، وهذا يرجع إلى تأثير المناخ، فالأشجار القريبة من مناطق المطر تكون اقل جودة من الأشجار البعيدة عنها.